عام مر على أسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شليط" على يد ثلاث فصائل فلسطينية، بعد تنفيذ عملية الوهم المتبدد الفدائية، عند مثلث الحدود بين قطاع غزة ومصر و(إسرائيل).
وتؤكد الفصائل التي نفد العملية، أن لديها إمكانيات بالاحتفاظ بالجندي الإسرائيلي لعام أخر وربما أكثر من ذلك، طالما استمرت دولة الاحتلال في رفض مطالبها بالإفراج عن الأسرى من النساء والأطفال إضافة لقائمة الأسماء التي قدمتها للجانب المصري الذي يشغل دور الوسيط بين "حماس" و(إسرائيل).
ويقول العقيد المتقاعد يوسف الشرقاوي: " الفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي حققت إنجازاً أمنياً بامتياز لمقدرتها على إخفائه طوال الفترة الماضية".
وأضاف في تصريحات مع صحيفة "فلسطين": "باعتقادي أن "إسرائيل" بأجهزتها الاستخبارتية المختلفة فشلت في الحصول على مدار عام كامل من جمع معلومات دقيقة حول ألية إخفاء الجندي جلعاد شليط"، لافتاً إلى أن العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القتال والمقاومة والمكر.
وتابع قوله: "على الرغم من قوة جهاز الشاباك الإسرائيلي، إلا أن كتائب القسام أثبتت أن لديها إمكانيات بإخفاء عشر جنود إسرائيليين آخرين غير شاليط "، وفق أقواله.
وأوضح الشرقاوي أنه شعر كمراقب أمني، بأن "إسرائيل" ستوقع المقاومة الفلسطينية بعدما طلبت عبر الصليب الأحمر الدولي إرسال نظارة طبية لجنديها الأسير، إلا أن التجربة الطويلة لرجال المقاومة كان أكبر من خداع الاحتلال.
وفي الخامس والعشرين من حزيران (يونيو) الماضي، خرج استشهاديون من كتائب القسام ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام، من تحت الأرض داخل معسكر للجنود الإسرائيليين، جنوب شرق قطاع غزة، وأمطروهم بالرصاص ما أوقع العديد من القتلى.
وحملت العملية الجريئة والمفاجئة اسم "الوهم المتبدد"، حيث جرى التخطيط لها جيدا وتم تنفيذها باقتدار، لدرجة أن العالم بأكمله انبهر أمام جرأة تلك العملية رغم عدم امتلاك المقاومة الفلسطينية لوسائل قتالية متطورة.
ووفق إفادات المقاومة ومصادر أمنية فلسطينية وعبرية، آنذاك فإن ثمانية استشهاديين على الأقل شاركوا في الهجوم على موقع الإسناد المتاخم لمعبر كرم أبو سالم، حيث عادوا جميعا سالمين بدون جراح، باستثناء الاستشهاديين محمد فروانة من جيش الإسلام وحامد الرنتيسي من لجان المقاومة الشعبية.
إلا أن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام أكد في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن المقاومة الفلسطينية حتى الآن لم تكشف التفاصيل بدقة، مشدداً على أن العملية كانت معقدة وتم تنفيذها بدقة من قبل عدد كبير من المجاهدين.
وأشار أبو عبيدة إلي إمكانية نشر تفاصيل العملية خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكداً على أن القسام والفصائل المشاركة في أسر الجندي الإسرائيلي لن تتخلى عن مطالبها وستواصل تحفظها على جلعاد شليط ولن تمسه بسوء حتى تلبي دولة الاحتلال شروطنا.
وتراجع الحديث عن صفقة التبادل الذي قطع فيها الوسيط المصري شوطاً كبيراً نتيجة التعنت والرفض الإسرائيلي لمطالب المقاومة والتطورات السياسية المتلاحقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في قطاع غزة.
وقال أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية في هذا الصدد:" حتى هذه اللحظة لم يرد أي جديد في هذا الملف، ونحن لا زلنا على شروطنا ولن ننقص منها شيئا".
ووجه أبو مجاهد في اتصال هاتفي رسالة لعائلة شليط قائلاً: " أولمرت والزمرة الفاسدة من حوله يعملون على إفشال المفوضات بعيداً عن قيمة الإنسان ومشاعر البشر".
وأكد على أن الفصائل المسئولة عن أسر الجندي لن تمسه بسوء؛ لأنه بمثابة الورقة الرابحة التي تحفظ لذوي وأهالي الأسرى أمالهم في الإفراج عن أبنائهم.
ابو مجاهد: شاليط بصحة جيدة وقضيته لن تتاثر بالمتغيرات الجارية في غزة.. ولا خيار امام اسرائيل سوى الرضوخ لمطالبنا
أكد الناطق الرسمي باسم قيادة لجان المقاومة الشعبية "أبو مجاهد" أن الجندي الإسرائيلي الاسير جلعاد شاليط على قيد الحياة وينعم بوافر من الصحة والعافية .
وقال "أبو مجاهد" في حديث خاص لوكالة "معا" في ذكرى مرور عام على أسر شاليط أن الفصائل التي تأسر الجندي حسمت أمرها في التمسك بمطالبها الإنسانية التي تتمثل في إطلاق سراح الأسيرات والأسرى الأطفال والمرضى وكبار السن وقادة الفصائل الفلسطينية وأصحاب الأحكام العالية, وأنه لا مناص أمام الحكومة الإسرائيلية سوى الرضوخ لتلك المطالب .
وحول الصفقات التي عرضت على الفصائل منذ عام مضى أكد "أبو مجاهد" أن الطرف المصري الوسيط بذل جهداً كبيراً لإتمام الصفقة, وقال :"وصلنا مع إخواننا المصريين إلى نقاط التقاء كادت أن تنهي هذا الملف, لكننا لمسنا أنه لا يوجد هناك أي جدية من قبل حكومة أولمرت في التعاطي مع تلك القضية, ما أفشل الصفقة وأرجع الأمور إلى نقطة الصفر".
وقال: " إذا كانوا يظنون أن الجندي سيقدم لهم على صحن من ذهب، فهم مخطئون، ولقد أثبنا قدرتنا على الاحتفاظ بهذا الجندي لعام كامل, ولدينا القدرة على التعامل مع الأمر لسنوات أخرى وعليهم أن يفهموا ذلك لن يخرج شاليط آلا بصفقة تبادل مشرفة يتم بموجبها الافراج عن اكبر عدد ممكن من الأسرى خاصة ذوي الأحكام العالية " .
وأضاف الناطق باسم اللجان ان الفصائل الاسرة تعامل الجندي معاملة حسنة وفق ضوابط الشرع الإسلامي, مضيفا:"بالمقابل نسمع ونرى ما يفعله الاحتلال بأسرانا من تعذيب وتنكيل في داخل المعتقلات الإسرائيلية فاق تصور البشر , لذا نطالب منظمات حقوق الإنسان و الصليب الأحمر الدولي أن يضاعفوا جهودهم في لعب دور أكبر لرفع الظلم والمعاناة عن أسرانا في سجون الاحتلال ".
وفي ظل المتغيرات التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بعد سيطرة حماس عليه , وانسحاب الوسيط الأبرزالطرف المصري في صفقة التبادل أكد أبو مجاهد ان هذه القضية لن تتأثر بالمتغيرات والأحداث ، فهي قضية وطنية ومحل إجماع فلسطيني وعربي , ولا مناص أمام حكومة أولمرت سوى التفاوض عبر طرف وسيط وتلبية مطالب الفصائل كاملةً، وقال" ونحن على يقين أن إسرائيل سترضخ لشروطنا عاجلاً أم آجلاً ".
ووجه "أبو مجاهد" رسالة إلى عائلة الجندي الأسير قال فيها:" إن ابنكم بصحة جيدة , ولا ينقصه شيء , ونعامله أفضل معاملة , لكن حكومتكم تعمل على التعنت في المفاوضات بعيداً عن قيمة الإنسان ومشاعر البشر مما أفشل التبادل في كل مرة , بل وإنها تدفع بأبنائكم للموت أو الأسر ولا تبالي, لذا فعليكم أن تضاعفوا مجهودكم في الضغط على حكومتكم التي تخلت عن ابنكم".
وخاطب أبو مجاهد أهالي الأسرى قائلاً : " يا أهلنا الثابتون كالجبال الرواسي , يا من ضحيتم بفلذات أكبادكم وأُسر أبناؤكم , ثقوا بنصر الله وفرجه , والله لن يضيع عطاء من أمضوا زهرة سنين عمرهم بين القضبان , أيقنوا أننا سنكون على قدر المسئولية ولن نتنازل عن مطالبنا قيد أنملة إن شاء الله ".
وختم الناطق باسم اللجان حديثه قائلاً : "إن أسرنا للجندي شاليط كان مبدأه إحساسنا العميق بمعاناة أسرانا في سجون الاحتلال , لذا فسنسعى لإطلاق سراحهم من منطلق العقيدة والباب مفتوح أمام كل الأجنحة العسكرية لأسر الجنود كوسيلةٍ هي الأنجع لتحرير الأسرى وتخليصهم من سجون الاحتلال" .
موضوع: خبير أمني: المقاومة حققت إنجازاً امنياً بإخفائها لشاليط 
الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 12:08 pm
