صحافي اسرائيلي مرموق يصف اجتماعاً ضم قادة امنيين فلسطينيين وعسكريين اسرائيليين: يتوقعون صداماً قبل نهاية العام مع "حماس

القدس المحتلة / سما / وصف المعلق السياسي الشهير في صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ناحوم بارنياع اجتماعاً عقد في مقر عسكري اسرائيلي في الضفة الغربية ضم المفتش العام للشرطة الاسرائيلية و 8 من قادة اجهزة الامن الفلسطينية في الضفة "كلهم من اتباع فتح القدامى" الذين قال انهم يمثلون الفرصة الاخيرة للجيل الذي جاء من تونس حتى يواصل الامساك بمقاليد السيطرة على الشعب الفلسطيني "قبل ان تقوم حركة حماس بابتلاع الشعب كله".
وكتب بارنياع الذي حضر الاجتماع ان قائد الفرقة العميد نوعم تيفون ورئيس الادارة المدنية في الضفة العميد يؤاف موردخاي "أرادا عرض خطة "جنين 2" المعدة من اجل سيطرة قوات السلطة على مدينة جنين على قادة الاجهزة. وقد طلبا السماح بادخال صحافي لهذا اللقاء فاستجاب لهم الضيوف... انا فوجئت من الامور التي قالها الفلسطينيون كما فوجئت من اللهجة التي قيلت بها. خلاصة قولهم هو ان مجابهة عنيفة بين "فتح" و"حماس" حول السيطرة على الضفة ستحدث في شهر كانون الثاني (يناير) المقبل. في التاسع من كانون الثاني ستنتهي فترة رئاسة ابو مازن.
ويضيف بارنياع مشيراً الى الرئيس محمود عباس: "هو عازم على البقاء في المنصب حتى كانون الثاني 2010. يجب عدم استبعاد امكانية اعلانه عن غزة منطقة متمردة. "حماس" سترد وهو سيحاول اخراج انصاره في مظاهرات شارع حاشدة لاسقاط الحكم. في المقابل سيقوم اتباع "حماس" باغتيال قادة "فتح" وابناء عائلاتهم. وهذه ستكون حرب حياة او موت بالنسبة اليهم. هم يطلبون من اجهزة الامن في اسرائيل ان تعكف معهم على اعداد الخطة الميدانية وان تدرب القوات وان تزودها بالاسلحة".
ويتابع بارنياع قائلاً: "لم اسمع بمثل هذا الاستعداد المفرط للعمل مع اسرائيل من القيادة الفلسطينية في اية مرة من المرات باستثناء فترة قصيرة في ربيع 1996 عندما اوضحت اسرائيل بتأخر ملموس لعرفات ان ارهاب الانتحاريين سيؤدي الى ابعاده. جبريل الرجوب واتباعه قضوا على مخربي حماس فوق تلة بيتونيا. خلال شهرين الى ثلاثة انتهت الحكاية.
هذا من دون ان نذكر الشرخ الذي حصل منذ انتفاضة تشرين الاول 2000.
قلت بعد اللقاء لاحد قادة الجيش الاسرائيلي هذا كلام في كلام. الا تخشى من ان يختفي اتباع "فتح" في اللحظة الحاسمة مثلما اختفوا في غزة؟
ورد علي بالقول:"لا . قبل حدوث غزة لم يكونوا يعرفون ما الذي سيحدث لهم، اما الان فهم يعرفون".
حرب كانون الثانية
ابو الفتح هو قائد الامن العام، القوة العسكرية الفلسطينية. هو الاكثر تقدماً في السن والاعلى رتبة بين قادة الاجهزة. يقول لضباط الجيش الاسرائيلي: "ليس هناك خصام بيننا. لدينا عدو مشترك".
هو اختار البدء بشكوى حول عربدة المستوطنين. التفسير كان مثيراً للاهتمام، اذ قال: "هذا يصعب الامور علينا في التعامل مع مواطنين في الاسفل. يجب ان يكون لديكم قانون ونظام مثلما تتوقعون ان يكون عندنا قانون ونظام. انا سأفعل اليوم كل ما استطيعه حتى امنع العمليات. انتم تدركون اننا افضل من السابق وانتم تمدحون ذلك. بفضل عملياتنا اصبحتم اقل حاجة لقواتكم. يجري هنا صراع كبير استعداداً لشهر كانون الثاني (يناير). ابو مازن يقود خط السلام وعليكم ان تعززوا وضعه. اطلقوا سراح السجناء الاحداث. هذا مهم جداً ارفعوا الحواجز ولتزيلوا المستوطنات. انا اطلب ارسال سرية من اريحا الى الخليل. انا اعرف ان هناك مشكلة في الخليل مع المستوطنين ونقاط احتكاك. ليست لدي اية نية للدخول الى هناك. القوة ستعمل في القرى جنوبي جبل الخليل".
قال العميد كيفون: "انا سعيد بهذا. على قادة الالوية ان يلتقوا ويتفقوا على ذلك".
وقال العميد موردخاي: "ولكن يجب ان يكون تحرك السرية من اريحا الى الخليل في يوم الجمعة ليلاً حتى لا يصطدموا بالمستوطنين". ورد ابو الفتح: "لا مشكلة. نحن نتحرك ضد حماس الان ايضا في رمضان". هو حدثهم عن الصدام بين قوات الجيش الاسرائيلي وقواته. القوتان كانتا مسلحتين. ورغم ذلك اكتفوا بالتدافع ولم يقم اي طرف باطلاق النار. هذا مؤشر ايجابي".
قال رئيس الاستخبارات العسكرية مجيد فراج: "نحن في معركة صعبة جداً. هناك مثل بالعربية - البحر من امامنا والعدو من ورائنا - ونحن لا نملك حتى بحراً. قررنا خوض الصراع حتى النهاية. قررنا وضع كل مشاكلنا على الطاولة. كل شيء علني وظاهر: لا مزيد من الالاعيب. حماس هي العدو. قررنا شن حرب عليها وانا اقول لكم: لن يكون اي حوار معهم، فمن يريد ان يقتلك عليك ان تبكر بقتله. انتم توصلتم الى هدنة معهم اما نحن فلا. توخياً للصدق اقول اننا تصرفنا بصورة مغايرة في الماضي. الان نقوم بتولي امر كل مؤسسة حمساوية ترسلون اسمها الينا. اعطيتمونا في الاونة الاخيرة اسماء 64 مؤسسة وقد انتهينا من معالجة 50 منها. بعض هذه المؤسسات اغلقت وفي البعض الاخر استبدلنا الادارة. كما وضعنا ايادينا على اموالهم (اسرائيل حولت للسلطة 150 حساباً بنكياً يشتبه بعلاقاتها بالتنظيمات الارهابية. السلطة اغلقت 300 حساباً). عندي ملاحظتان. الاولى ذات مرة كنا نفكر الف مرة قبل الدخول للمسجد اما اليوم فنحن ندخل لكل مسجد عند الحاجة. لا تفهموا من ذلك ان من المسموح لكم انتم ايضا ان تدخلوا: على العكس، بامكاننا نحن ان ندخل لانكم انتم لا تدخلون. كما اننا ندخل للجامعات بما في ذلك الكلية الاسلامية في الخليل. نحن نبذل قصارى جهدنا. حتى لو لم يكن النجاح 100 في المئة فالدافع هو 100 في المئة".
وقال حازم عطالله المفتش العام للشرطة الفلسطينية: "حتى آخر السنة سندخل في مجابهة مع حماس. خالد مشعل صرح بأن حكومة ابو مازن لن تكون شرعية في التاسع من كانون الثاني وعلينا ان نستعد للمجابهة".
قال حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية في السلطة: "هذا مهم جداً. حماس لا تملك قوة عسكرية في الضفة ولكن لديها قوة لاخراج الناس للشارع".
اضاف عطا الله: "انا اتحدث عن خطة شاملة. ان دخلنا السنة القادمة من دون الاستعداد لن يتبقى امامنا الا التخاصم حول المسؤولية عن الهزيمة نحن او انتم والاميركيون".
وعد يواف موردخاي: "سنشكل طاقماً مشتركاً معكم". ومن جانبه وعد تيفون: "سنساعدكم في التدريب والعتاد". الفلسطينيون اشتكوا من ان ارسالية الهروات المخصصة للشرطة من كندا محجوزة منذ اشهر في اسدود. وقال تيفون: "نحن سنقوم بتخليصها". وقال الشيخ: "ليس من الممكن الفصل بين الامن والسياسة. الاشهر المقبلة ستكون مهمة جداً. حماس ستخرج الناس للشارع على امل ان تشرع الاجهزة باطلاق النار عليها. عدا عن ذلك سيغتالون قيادة السلطة، كل الاشخاص الموجودين هناك".
وعقب بارنياع بالقول ان "العلاقات مع السلطة الفلسطينية تمر الان في فترة الغسق. ليست هناك حكومة قادرة على اتخاذ قرارات كبيرة عندنا ولا عندهم.
الفصل الذي نشأ بين غزة والضفة مثير للبلبله والحيرة. احتمال اضفاء الاستقرار على هذا الفصل على المدى الطويل ضئيل. لأن هذا الفصل يتناقض مع غريزة بقاء الشعب الفلسطيني وتطوره التاريخي.
نحن نميل للاعتقاد بأن سكان غزة بائسون: هم يعانون من نظام قمعي حمساوي وكذلك من الحصار الذي يحبسهم في جيب صغير خانق وكذلك من نيران الجيش الاسرائيلي في الفترات التي لا تسود فيها التهدئة. ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي ذكرني في هذا الاسبوع بأن ما يظهر من هناك لا يرونه من هنا. "الضفة تعيش تحت الاحتلال" قال. "غزة مستقلة. لا توجد فيها حواجز ولا مستوطنين. هناك بحر. النموذج الذي يتطلع كل طفل فلسطيني للتمثل به هو المقاتل الحمساوي الذي يطلق صواريخ القسام على اسرائيل".
واضاف بارنياع: "في خضم بحر الاخبار السيئة هناك ايضا بشارات جيدة - ولرئيس السلطة الفلسطينية ولرئيس حكومة السلطة سلام فياض ولقادة الجيش الاسرائيلي والجنرالات الاميركيين الثناء على ذلك. الهدوء راسخ مع سحابة مقلقة في الافق (في 2007 لم يقتل اي اسرائيلي من العمليات الارهابية الاتية من الضفة وفي 2008 قتل 5. 13 اسرائيليا قتلوا في هذه السنة من الارهاب الاتي من شرقي القدس). نقل المسؤولية عن جنين للسلطة الفلسطينية كان ناجحاً القانون والنظام يسودان هناك. زكريا الزبيدي واشباهه قد اختفوا. الحواجز ازيلت وتصاريح العمل في اسرائيل اعطيت للتجار والعمال. هذا اتاح للجيش الاسرائيلي تقليص عملياته. هذا جيد لاسرائيل وجيد للفلسطينيين.
يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع كان كيث دايتون الجنرال الاميركي الذي يدرب القوات الفلسطينية عند قائد المنطقة الوسطى غادي شميني الذي اعلمه بانه قرر السماح للفلسطينيين بنشر سرية في جبل الخليل. هو ناشد الاميركي تدريب المزيد من القوات الفلسطينية في الاردن واريحا واعداً بتقديم المساعدة.
للاميركيين دورٌ مركزي في محاولة تحويل الاجهزة التي تجد صعوبة للعمل مع بعضها البعض الى ذراع قوية وفعالة للدولة الاتية. من المهم للاسرائيليين والفلسطينيين في آن واحد ان يظهروا بصورة جيدة في تقارير الجنرالات للكونغرس في واشنطن. صياغة التقارير ستحدد مصير الاستمرار في الدعم.
شميني عرض على دايتون خطة "جنين2". الخطة تتحدث في السياق عن تطوير نوع من الاعمال الشاقة من النوع الذي كان في اسرائيل في الخمسينات. سيشقون الطرق ويغرسون الاشجار ويقومون بازالة القمامة. الخطط الكبيرة للتطوير الاقتصادي تستوجب سنوات طويلة من التخطيط والتنفيذ قال شميني. ما يتوجب الان في الصراع ضد "حماس" هو اظهار التحسن الفوري للمواطنين. العاطلون عن العمل سيحصلون على فرص عمل والاخرون سيستمتعون من تحسن الاجواء والمناظر الطبيعية.
الجنرال جيمس جونز مبعوث كوندوليزا رايس قابل شميني في الاسبوع الماضي وقال له ان طبيبه في الولايات المتحدة فلسطيني وزوجة هذا الطبيب زارت جنين في الصيف باعتبارها مسقط رأسها وقالت له ان الوضع كان رائعاً: هدوء ونظام من دون مظاهر الاحتلال. جونز كان مسروراً بذلك وشميني كان مسروراً لأن جونز مسرور".
وفي ما يتعلق بـ"موجة العصيان الحالية" في اوساط المستوطنين اليهود في الضفة الغربية كتب بارنياع انها ترتكز على مستوطنين ذوي كراهية شديدة لدولة اسرائيل وكل ما تمثله. وقال: "هم مختلفون من الناحية الايدولوجية عن اسلافهم في ذلك. كراهيتهم تفسر بامور عملية: اخلاء غوش قطيف، الاهمال المزعوم للمرحلين من غزة، المفاوضات السياسية، التسهيلات المقدمة للفلسطينيين. ولكن الحماس الخلاصي والحاخامات هم نفس الشيء: الحاخام ليئور من كريات اربع الذي كان مصدر المرجعية للتنظيم الارهابي المعروف وهو الان مصدر الصلاحيات لموجة الارهاب الحالية. وهو ليس وحده.
هناك في الضفة 88 بؤرة استيطانية غير قانونية. ليست هناك طريقة سياسية لاخلائها وبالتأكيد ليست هناك طريقة عسكرية. هناك بؤر استيطانية يقطن بها قادة كتائب وضباط من خيرة الوحدات القتالية في الجيش الاسرائيلي. كل ما يمكن للجيش فعله هو منع ترسخ بؤر جديدة. وهذه نقطة الاحتكاك التنظيمات السرية الجديدة ترد بالعنف ضد الجنود والشرطة وبالاعتداءات على العرب على كل محاولة لازالة بؤرة استيطانية. يقومون بحرق كروم الزيتون ويسمون ذلك "التسعيرة".
الامر المطلوب لاطفاء الحريق هو تطوع القسم اليهودي في "شاباك" للمهمة وتعزيز قوات الشرطة وحرس الحدود. الشاباك بدوره ليس متحمساً للدخول للمسألة ويكتفي في المرحلة الحالية بمتابعة اليهود المشبوهين بالارهاب. اما الشرطة فليست هناك شرطة. لواء السامرة ويهودا في الشرطة هو اللواء الاكثر بؤسا وفقراً في الوية الشرطة الاسرائيلية.
قبل اسابيع قليلة تشكل طاقم مشترك بين "شاباك" والجيش والشرطة، لتنسيق التحركات ضد المستوطنين المشاغبين. تم اصدار اوامر ابعاد من الضفة لثلاثة مستوطنين. قائد المنطقة وقع على عشرات الاوامر التي تحظر دخول الاسرائيليين لكروم زيتون العرب المجاورة للمستوطنات. ماذا يشبه ذلك؟ محاولة الشرطة القضاء على عائلات الاجرام من خلال اغلاق محل بيع الشطائر في نتانيا موقتاً".

يعطيك العافيه أحمد

مشكور على نقل الخبر